أتريدين أن تكونين مؤثره ..
تتفاعلين وتتأثرين بالعديد من الناس في الحياة اليومية ‚ بيدك انك تجد ان شخصا ما تؤثر فيك أكثر من الآخرين فتتساءل عن السر ‚ وتتمنى ان تصبح مثله ‚ فما هو سر هذا السحر وهذه الجاذبية ؟ وهل من سبيل إلى اكتسابه ؟ وكيف يمكن ذلك ؟ وهل ثمة أساليب معينة ؟
الاجابة انه سلوك يأتيه المرء بطريقة معينة ‚ تلك الطرائق التي يمكن التأثير بها على الآخرين ‚ وتستر بها العيوب وتقال بها العثرات لها أثر سريع وفعال في الآخرين ‚ وأهم هذه الأساليب :
الأول : الابتسامة
انها تعني ان رؤيتك تسرني ‚ وعندما تدرك الشخص المقابل انه تسرك ستكون هذا مدعاة لارتياحه فيقبل عليك ‚ وهي أسرع الوسائل فضلا عن كونها عبادة وصدقة (فتبسمك في وجه أخيك صدقة) (لا تحقرن من المعروف شيئا ولو أن تلقى أخاك بوجه طلق)‚ فقد قال عبد الله بن الحارث (ما رأيت أحدا أكثر تبسما من رسول الله صلى الله عليه وسلم )‚
الثاني : البدء بالسلام
وهي التحية ويكون التأثير أقوى ببسط الوجه والبشاشة ‚ وحرارة اللقاء وشد الكف على الكف ‚ وهو أجر وغنيمة فخيرهم التي تبدأ بالسلام ‚ قال عمر الندي (خرجت مع ابن عمر فما لقي صغيرا ولا كبيرا إلا سلم عليه) ‚ وقال الحسن البصري (المصافحة تزيد في المودة) وفي الموطأ انه صلى الله عليه وسلم قال : (تصافحوا يذهب الغل ‚ وتهادوا تحابوا وتذهب الشحناء)‚
الثالث : الهدايا
وهي ذات تأثير قوي فأنت عندما تهدين شخصا هدية ما فإنك تقول لها بلغة غير لفظية انني أحبك لذلك أمنحك جزءا مما أمتلك تعبيرا عن محبتي لك ‚ وتبادل الهدايا في المناسبات وغيرها أمر محموده بل ومندوبه إليه علي ألا يكلف المرء نفسه فوق طاقتها ‚
الرابع : الصمت وقلة الكلام
اياك ورفع الصوت وكثرة الكلام في المجالس واياك وتسيد المجالس وعليك بطيب الكلام ورقة العبارة فالكلمة الطيبة صدقة كما في الصحيحين ولها تأثير عجيب في كسب القلوب والتأثير عليها حتى مع الاعداء فضلا عن اخوانك وبني دينك ‚
الخامس: الاستماع والإنصات
وهو ان تسيري مع المتحدث خطوة خطوة منتبها لما يقوله متابعا له وعدم مقاطعته فقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يقطع الحديث حتى يكون المتكلم هو الذي يقطعه ومن عود نفسه على هذا احبه الناس وارتاحوا له بعكس الثرثاره والمقاطعه فعن عطاء قال : ان الرجل ليحدثني بالحديث فأنصت له كأني لم اسمعه وقد سمعته قبل ان يولد ‚
السادس: حسن المظهر
فان الحرص على جمال الشكل واللباس وطيب الرائحة دون مبالغة امر مريح للذات وللغير فالرسول صلى الله عليه وسلم يقول : ان الله جميل يحب الجمال ‚ وعمر ابن الخطاب يقول : انه ليعجبني الشاب الناسك نظيف الثوب طيب الريح‚
السابع : قضاء الحوائج
وهو ما يعبر عنه حديثا بسلوك المساعدة وقد صور الشاعر تأثيره بقوله :
احسن الى الناس تستعبد قلوبهم فطالما استعبد الانسان احسان وبه طاعة لله عز وجل كما قال صلى الله عليه وسلم : احب الناس الى الله انفعهم للناس ‚ وقد قيل : اذا انت صاحبت الرجال فكن فتى ‚‚‚ مملوك لكل رفيق وكن مثل طعم الماء عذبا وباردا ‚‚‚ على الكبد الحراء لكل صديق ‚ وعجبا لمن يشتري المماليك بماله كيف لا يشتري الاحرار بمعروفه ومن انتشر احسانه كثر اعوانه ‚
الثامن: بذل المال
وهو اعطاء المحتاج قدرا معينا من النقود او غيرها فان لكل قلب مفتاحا والمال مفتاح لكثير من القلوب في هذا الزمان وقد قالصلى الله عليه وسلم : اني لاعطي الرجل وغيره احب الي منه خشية ان يكبه الله في النار ‚
التاسع : حسن الظن والاعتذار
من افضل الطرق وايسرها في كسب ود وعطف الآخرين وتقتضي ألا تجعل عينيك مرصدا لحركاتهم وسكناتهم فتحللها بغير ما قصدت والا انطبق عليك قول المتنبي : اذا ساء فعل المرء ساءت ظنونه ‚‚ وصدق ما يعتاده من توهم
فعود نفسك الاعتذار فقد قال ابن المبارك « المؤمن يطلب معاذير اخوانه ‚ والمنافق يطلب عثراتهم »‚
العاشر: اظهار المودة
قال صلى الله عليه وسلم « إذا أحب أحدكم صاحبه فليأته في منزله فليخبره انه يحبه » لكن بشرط ان تكون المحبة صادقة وليس لغرض زائل كالمنصب والمال والجمال ‚
الحادي عشرة المداراة
فالمداراة لين الكلام والبشاشة وهي خفض الجناح للناس وترك الإغلاظ لهم في القول لاتقاء فحشهم أولا ولمحاولة هدايتهم ثانيا كالتلطف والاعتذار والثناء على الشخص بما هو فيه لمصلحة شرعية في أمور الدنيا فقط ‚ والفرق بين المداراة والمداهنة ان المداراة بذل الدنيا لصلاح الدنيا والدين والمداهنة ترك الدين لصلاح الدنيا ‚
وينبغي التنويه أخيرا بأن ما خرج من القلب يصل إلى القلب ‚ وان قراءة هذه الأساليب والخطوات واستحسانها لا يجعلها فاعلة بنفسها بل ان تفعيلها يكون في محاولة التدريب عليها واكتسابها من خلال تجربتها والعمل بها لتصبح سلوكا تلقائيا يؤدي دوره ويعطي ثماره في الحياة اليومية ‚
مـــــــنـــــــقـــــــول ..